(كيف ورطهم النظام العالمي في لعبة أكبر من قدراتهم)
يبدو لمن ينظر للصورة من الخارج أن هؤلاء المساكين من قيادات الجماعة الاسلامية يلعبون دور حسن يوسف في فيلم مع فريد شوقي (اسم الفيلم المغامرة الكبرى) حين اراد ان يشتهر فاعترف على نفسه بجريمة قتل وكاد يُعدم !!
هذا بالضبط ما تفعله قيادات الجماعة الاسلامية وبطريقة صارت مثيرة للشفقة
لكن الحقيقة أن العميل السادات قد صار ورقة لا قيمة لها
(تقارير المخابرات الغربية قالت ان تصرفات بيجن (ضرب المفاعل العراقي – قصف بيروت) كانت تعني أنه لم تعد هناك حاجة للسادات – نُشر هذا بعد اغتيال السادات بأسبوعين)
كان من الضروري بعد ان وقع اتفاق السلام مع “اسرائيل” ان يتم انهاء مشوار عمالته الذي بدأ منذ أربعينات القرن العشرين مع المخابرات الألمانية ثم المخابرات الأمريكية في الخمسينات
(هناك شواهد على أن الساداتي كان مكشوفاً للمخابرات الأمريكية منذ الأربعينات حيث قبض الجيش الأمريكي في إيطاليا على ضابط المخابرات الألماني الذي كان يشرف على شبكة من الجواسيس تضم السادات وعزيز المصري وعبد الناصر)
وباختصار كان السيناريو هو دفع السادات نفسه إلى تصرفات تحرقه سياسياً واعلامياً (قرارات رفع الدعم استجابة للبنك الدولي – قبلات جيهان المتعمدة مع كارتر وبيجن – نشر صور من حياة البذخ التي يعيشها – اعتقالات سبتمبر)
(وهناك شواهد على أن المخلوع شخصياً والذي كان يشغل منصب نائب الساداتي كان واحدا من بين من حرضوه على (اعتقالات سبتمبر) بدعوى الحفاظ على أمنه ولم يكن العميل الساداتي يدرك أنه يُحكم الحبل حول رقبته)
ثم جرت عملية (قص ولصق) الصقت فيها المخابرات مجموعة من الجيش وبغير علمها (خالد الاسلامبولي – عبد الحميد عبد السلام – عطا طايل – حسين عباس) لا علاقة لهم بالتنظيم , بالتنظيم الإسلامي القائم لتوريطه وسحبه
(استُدعيت مجموعة من الصعيد لعرض خطة قتل السادات عليهم رغم انهم لم يشاركوا فيها حتى بالسعال ورغم انه ليس من الطبيعي ان يفكر شخص في قتل الرئيس ثم يبلغ مجموعة لا يعلم عنها شيئاً بنواياه ولا يخشى احتمال الانكشاف !!! )
ثم تعطيل جهاز حماية السادات ثم قتله (في عملية جراحية استأصلت السادات فقط وابقت على كل نظامه مع أنهم كانوا قادرين على ازالة نظام العسكر كله وخلق حالة من الفراغ – نائب الرئيس – وزير الدفاع – وزير الداخلية – رئيس مجلس الشعب)
ثم الانقضاض على الحركات الإسلامية كلها وتدمير هياكلها
بعد قتل الساداتي صار ما كان مرفوضا من اعتقالات وغيره, بل وما استخدم ضد الساداتي نفسه, أمراً مبرراً أمام الناس وحصل العسكر على مبرر تدمير هياكل الحركات الاسلامية
كانت قيادات هذه الجماعات (ولا نبخس نواياهم) تلاعب النظام العالمي كله في مباراة فوق طاقتها وفوق قدراتها وفوق تصوراتها
وبذريعة هذه الحادثة تم تدمير هياكل الجماعات الإسلامية القائمة وخرجت تلك الجماعات بعد ان قامت بالمراجعات مع نظام العسكر وتابت عن أفكارها السابقة
وربما كان فضح هذه النكتة (نكتة ادعاء الجماعة الاسلامية انها من قتلت السادات) مؤلماً لأنه سيظهر (الذين يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا) بمظهر المغفل الذي يخدعه النظام العالمي تورطه فيما هو أكبر من قدراته ولأنه سيظهر تواطؤ البعض الآخر ,,
لكنه أمر لابد منه حتى يخرج الملايين من التصورات الكوميدية وأوهام قتل السادات التي أصابت تلك القيادات الساذجة والتي امتطاها بها النظام العالمي حتى الآن
ان شاء الله سوف اكتب سلسلة من المقالات وأقدم سلسلة من الحلقات عن الموضوع لأهميته الشديدة