“بمناسبة انكشاف حقيقة المدعو سلمان والذي دعم عصابة العسكر بـ 30 مليار ريال بالأمس, والذي أصر البعض على أنه غير شقيقه المقبور وخونني البعض عندما قلت أنه لا فرق بين الاثنين, إليكم قصة معروفة تبين حقيقة فيصل, كنت ادخرها ولم اشأ الحديث أن ارويها وقتها حتى لا يصدم البعض.”
محاولة للفهم
وقال لي عبد الناصر أن السادات ظل يلح عليه لإظهار أهمية وجودنا إلى جانب الأشقاء في اليمن, وأن حضورنا هناك من شأنه تأمين باب المندب الذي يعد عنصرًا حيويا لتأمين الملاحة في قناة السويس, وغيرها من الأسباب. واقتنع عبد الناصر بفكرة السادات- كما قال- وطلب من المشير زيارة اليمن ودراسة الموقف استعدادًا لإرسال قوات رمزية الى هناك.
شمس بدران حوار مع جريدة السياسة الكويتية 26/02/14
لماذا حرص السادات على توريط نظام المقبور عبد الناصر في اليمن ؟
لأن السادات كان ينفذ أجندة فيصل
(السادات جنده كمال أدهم لحساب المخابرات الأمريكية في الخمسينات)
الواشنطن بوست 24 فبراير 1977 (وعشرات المصادر الأخرى التي سبق ذكرها في مقالات سابقة)
المصادر في هذا المنشور
https://www.facebook.com/AyatOrabi55/posts/914862901921073
ولماذا يورط السادات (عميل السي آي إيه) ويقوم آل سعود بتوريط عبد الناصر في اليمن ؟
اقرأ كتاب لعبة الأمم لمايلز كوبلاند وسيتضح لك أن الخلافات قد بدأت تدب بين عبد الناصر صنيعة المخابرات الأمريكية وبين الخارجية الأمريكية التي كانت تتصرف حيال رجلهم في القاهرة ببيروقراطية اشتكى منها رجال المخابرات الأمريكية, وأن من وضع محاور كلمة عبد الناصر التي اعلن فيها عن صفقة الأسلحة السوفييتية (التشيكية) كان كيرميت روزفلت ضابط المخابرات الأمريكية (كان يقوم مع المقبور عبد الناصر بدور محسن ممتاز لأقرب لك الصورة smile emoticon ) وأوصاه أن يتحدث عن دعوة الكيان الصهيوني للسلام !
المقبور عبد الناصر كان يطلب السلاح من السوفييت للضغط على الأمريكيين لاعطائه السلاح
وشجعه كيرميت روزفلت وانهى معه ما سيقوله بل قام باختراع حجة جيدة تقال للسفير البريطاني الذي زاره ثم جاء لهم المقبور عبد الناصر بزجاجة الويسكي التي يحتفظ بها لضيوفه المميزين وكانت جلسة ودية انتهت بتساؤل من مايلز كوبلاند لعميلهم عبد الناصر (لقد انتهت الصودا يا أخي جمال من أين لنا أن نحصل على صودا) ؟ (لعبة الأمم)
ولكن كانت هناك عدة مشاكل:
اولها انه كعشيقة للمخابرات الأمريكية لم يكن يدرك مدى خطورة إثارة غيرة عشيقها الأمريكي بالانتقال من فراشه إلى الفراش السوفييتي.
ثانيهما: أن الصهاينة الذي احتفظ معهم باتصالات في ذلك الوقت بل وطلب منهم مساعدته في اقناع الأمريكيين بالضغط على البريطانيين لإتمام الجلاء ليظهر بصورة الزعيم, لم يكن هؤلاء الصهاينة يتركون شيئاً للظروف وبالتالي رفض الأمريكيون اعطاءه دبابات فطلبها من الاتحاد السوفييتي الذي اعتبرها فرصة ذهبية, والصهاينة لم يكونوا على استعداد للمخاطرة حتى ولو باحتمال أن يظهر في الجيش من يريد محاربتهم فعلياً فيستخدم هذا السلاح ضدهم.
(راجع لعبة الأمم وعبد الناصر – محمد الطويل)
ولذلك كان لابد للصهاينة من تدمير السلاح الذي حصل عليه المقبور عبد الناصر في حرب 1956 حتى لا يستخدم ضدهم وبمراجعة قرار الانسحاب المريب في 1956 وبمراجعة قراره بمنع سلاح الطيران المصري من ضرب الجيش الصهيوني (وكان وقتها اقوى بكثير من سلاح الطيران الصهيوني) يمكن القول بأن المقبور عبد الناصر في الغالب تركهم يدمروا هذا السلاح لإثبات حسن النوايا
(للتأكد يرجى مراجعة الرواية الرسمية والتي تقول أن عبد الناصر كان على علم كامل بخطة الحرب قبلها بوقت كاف مما كان سيمكنه من سحب قواته دون خسائر ومراجعة اجتماعه مع قادة الجيش بعدها في 2 يونيو 1967 حين وجه حديثه لقائد سلاح الطيران وقال له “أنا قررت أنك ما تبدأش الضربة الأولى” وذلك مع توافر المعلومات الكافية عن خطة الكيان الصهيوني ونية الهجوم بل وموعده)
ولذلك كان لابد من توريط جيش المقبور عبد الناصر في اليمن
وعلى المسرح اليمني يقف عدة ممثلين يلعبون أدواراً رئيسية
السادات الذي ظل يقنع عبد الناصر بالدخول في المستنقع اليمني
وعبد الناصر الذي تظاهر فيما بعد بالبراءة والجهل واستجاب لضغط السادات
وفيصل الذي نسق ومدير مخابراته وزوج شقيقته كمال أدهم مع المخابرات البريطانية ومع الموساد !
وحتى تفهم دور فيصل اقرأ الجمل التالية
كان فيصل قد حضر للقاهرة في زيارة لعبد الناصر في منزله بمنشية البكري وخلال هذه الزيارة تسائل فيصل قائلاً
“لم أر الأخ أنور السادات بجانبكم هذه المرة يا سيادة الرئيس, هل في الخواطر شيء؟”
فأرسل عبد الناصر سائقه ليأتي بأنور السادات وفي هذه الأثناء تم تعيين السادات نائباً لعبد الناصر
في ذلك اليوم 20 ديسمبر سنة 1969 رسم ذلك الحوار بين فيصل وعبد الناصر مستقبل مصر في العقود القادمة
قال فيصل:
“لي طلب آخر يا فخامة الرئيس”
عبد الناصر:
“حاضر”
فيصل: انني لا أريد أن أتدخل بينك وبين أنور السادات فأنت وأنور أقرب لبعضكما مني لكن كل ما اريد أن أبديه ما هو الا من باب النصح الأخوي الذي نص عليه الدين
ثم استمر قائلاً: ان السادات هو الشخص الوحيد الذي بقي معك في طريقك حتى الآن من أعضاء مجلس قيادة الثورة وهو أقرب إليك من أي قريب. ولا أخفيك, ولعلك تعرف هذا أنه يعزك كثيرا وكل ما نرجوه يا سيادة الرئيس ألا يفرق بينك وبينه أحد مبغض أو من ذوي الأغراض وهو بقدر ما هو مخلص لك, فإن للسادات علاقات طيبة معنا ومع الجميع, ولكي تسير أمور وأمورنا على ما يرام لابد من وجود شخص موضع ثقة منك وله علاقات حسنة مع الجميع مثل أنور السادات ليقف إلى جانبك وبالقرب منك. وأقول لك بصراحة أننا لكي نعترف بجمهورية اليمن لابد أن يكون السادات نائبك الأول, فهو صديقنا القديم وأنت تعرف هذا ووجوده ضمانة لنا.
وهكذا تم تعيين أنور السادات نائباً أول لرئيس جمهورية العساكر فقط لأن (له علاقات طيبة معنا ومع الجميع أي مع كل شلة المخابرات الأمريكية ومخابرات آل سعود)
(الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك – الحلقة التاسعة والعشرون – السادات والوهابية – محمود جابر)
كانت هذه مقدمة ضرورية طويلة لفهم السطور القادمة ولعلها أجابت على أسئلة كثيرة قبل أن تقرأ كيف تعاون فيصل مع الكيان الصهيوني في اليمن.
بعد وقوع الانقلاب العسكري في اليمن, دعم المقبور عبد الناصر ضباط الإنقلاب بينما دعم فيصل النظام الملكي, والحرب هناك لم تكن برئية هكذا كما تعودنا أن نسمع من إعلام العسكر.
بل تم سحب جيش عبد الناصر واستدراجه إلى اليمن بطريقة تشبه ما شاهدته في مسلسل ريا وسكينة حين كنَّ يسحبن ضحاياهم ليقتلهن !
كان المقبور عبد الناصر يريد أن يشعر بالزعامة وهو ما كان معروفاً لدى رؤسائه في المخابرات الأمريكية, وكان من شأن هذا أن يدفعه للمغامرة في اليمن, و المخاطرة بأموال مصر في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل, ولم يكن ليحتاج أكثر من نصائح السادات الخبيث الذي كان اتضح وقتها أنه استثمار جيد وأنه كان يستحق كل دولار دفعته له المخابرات الأمريكية عن طريق كمال أدهم زوج شقيقة فيصل.
(ولهذا فلا غرابة أن يقوم الموساد بتحذير السادات فيما بعد من انقلاب يدبر له رجال الكي جي بي في مصر فيما عرف بإسم مراكز القوى والذي تم تقديمه لنا كالعادة بصورة مخالفة تماماً للواقع – صفحة 246 من كتاب مقدمات الإرهاب وميراث شبكة المخابرات الأمريكية الخاصة تأليف جوزيف ترينتو)
وبعد عام من بدء الحرب في اليمن كان المقبور عبد الناصر قد أرسل 60 الفاً من جيشه المصرائيلي, ارتكبوا جرائم مرعبة ضد الانسانية حتى أنهم كانوا يقصفون القرى بالغازات السامة والتاريخ اليمني حافل بجرائم العسكر ومجازرهم ضد أشقائنا اليمنيين, كما اصبح في اليمن ألف خبير عسكري سوفييتي.
وبدأ فيصل في التعاون مع المخابرات البريطانية ضد جيش عبد الناصر وبدأت عملية الفهد والتي استأجروا من أجلها خدمات مرتزقة أوروبيين من بلجيكا وبريطانيا وفرنسا عملت المخابرات البريطانية لتجنيدهم لمساعدة قوات نظام الإمام البدر, وبقيت مسألة نقل السلاح, وعندها لجأ فيصل للموساد عن طريق مدير مخابراته كمال أدهم وعن طريق المخابرات البريطانية وبذلك بدأت عملية الفهد والتي كان الموساد مسؤولاً فيها عن نقل السلاح جواً للقوات الملكية بتنسيق كامل مع مدير مخابرات فيصل, كمال أدهم وتحت إشراف فيصل نفسه.
وبحلول نهاية عام 1964 كان الموساد قد نجح في تسيير أكثر من 12 رحلة جوية لنقل السلاح للقوات الملكية عن طريق سلاح الجو الصهيوني وبتنسيق وعلم فيصل آل سعود, كما يروي ضابط المخابرات الأمريكي السابق بروس ريدل في كتابه (ماذا ربحنا: حرب أمريكا السرية في أفغانستان 1979-1989 في الفصل الخامس المعنون “ممولون ومتطوعون سعوديون”)
وكانت العملية مهمة جدا للصهاينة لتوريط جيش عبد الناصر في مستنقع اليمن تهيداً لهزيمة 1967.
حرب اليمن كانت تأديباً لعميل تمرد ونسي نفسه, جندته المخابرات الأمريكية وارتبط بعلاقات مع الموساد ومع الكيانات الصهيونية, ثم تصور نفسه قادراً على ادارة لعبة دولية كبرى بين أمريكا والاتحاد السوفييتي, وحاول اثارة غيرة عشاقه في المخابرات الأمريكية بالانتقال لفراش السوفييت, فعاقبوه واضطر هو صاغراً فيما بعد إلى تعيين السادات الذي كان يعلم أنه مثله عميل للمخابرات الأمريكية.
أما عن قتل فيصل, فدعوني أسألكم قبل أن أكتب أي شيء عن الموضوع, لماذا سمحت المخابرات الأمريكية بقتل السادات والذي كان عميلاً على كشوف مرتباتها لتأتي بعميل آخر يتقاضى راتباً منها منذ عام 1971 وهم المخلوع كنز اسرائيل الاستراتيجي ؟
وللحديث بقية ان شاء الله