آيات عرابي تكتب| التخطيط منذ ألف عام!

منذ الف سنة نجح العبيديون في احتلال مصر وشمال افريقيا

ثم بدأ التحرك الصليبي نحو بيت المقدس

وسارع العبيديين بمهاجمة السلاجقة في بيت المقدس قبل الهجوم الصليبي ليسلموا بيت المقدس للصليبيين

وكان الأحباش قد بدأوا بناء السدود على النيل بايعاز من الصليبيين لخنق مصر

ولم يكن المقصود خنق مصر ولا مصر كانت تعني لهم شيئا

انما كانت اهميتها (ومازالت) في انها المحطة التي يمكن منها انقاذ بيت المقدس اذا وقع تحت الاحتلال

لهذا كان لابد من تدمير مصر

هذا التخطيط منذ الف سنة فشل لأسباب عديدة (أهمها بقاء مقر للخلافة أو بؤرة سليمة ولو كانت صغيرة مع بقاء الفكر الإسلامي سليما غير منقوص وهذا مكن من ظهور عدة إمارات على الأطراف كانت موالية للخلافة العباسية ضربت هذا المخطط ووأدته مثل الأيوبيين)

ومن يعيدون هذا التخطيط الآن (وما تشاهدونه منذ مائتي سنة هو اعادة لنفس التخطيط) قاموا بإدخال بعض التحسينات عليه

اول شيء انهم أطاحوا بمركز السلطنة العثمانية (التي تمثل اخر شكل من اشكال الخلافة الاسلامية) حتى لا يكون للمسلمين ملجأ ويظلون معلقين في الهواء بلا قائد ويمكن بعدها دس اي عميل عليهم ليصبح قائدا لهم

وثاني هذه التحسينات هي انهم لم يكتفوا بوضع عملاءهم على مصر وشمال افريقيا بل أحاطوا بيت المقدس بالعملاء من كل جانب

ثالث هذه التحسينات هي ان هؤلاء العملاء (وهم ليسوا عملاء بل هم يخدمون عقيدتهم وكل من يحكمون المسلمين بدون استثناء ليسوا مسلمين قولاً واحداً

رابع هذه التحسينات هي ان هذه المناطق المحيطة ببيت المقدس قسمت وفتتت الى قطع صغيرة بفكرة الدولة الوطنية (بل انشئت كيانات تحمل اسماء وتواريخ وهمية لدول غير موجودة أصلاً ولم توجد تاريخيا مثل اسماء ليبيا والاردن وتركيا والإمارات وقطر وتونس وباكستان وغيرهم)

خامس هذه التحسينات هي أنهم قطعوا الامتداد السكاني العربي بدويلات وهمية مثل الدولة الكردية وحاربوا العرب فكريا وادخلوا عليهم روح الدونية (ولا اقصد ان اكرر هنا كلام القوميين بل اتكلم عن محاربة العرب الذين شرفهم الله على باقي الامم بان منهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأن ضرب العرب الذين نزل القرآن بلغتهم هو حرب على الاسلام)

سادس هذه التحسينات هي انهم بدأوا في محاربة الإسلام فكريا باسماء مسلمين (مثل طه حسين والعقاد وعلي عبد الرازق وغيرهم) ومثل موجات القومية والوطنية وغير هذا لتغريب الإسلام بين أهله

سابع هذه التحسينات هي انهم صنعوا جيوشا تتبع لفكرة الوطن وتعادي الإسلام (منها الجيش المصرائيلي والجزائري والتركي والسوري وكلها عصابات محاربة للإسلام) لتكون هذه الجيوش سوطا محليا على المسلمين وشرطيا على الإسلام

هذا هو الفكر الذي يقف خلف الربيع العربي المفتعل من الأساس

هم لم يكن باستطاعتهم أن يدمرون دولا كما يحلو لمفكري العسكر الجهلة ان يقولوا بل ان هذه الدول وهذه الجيوش تابعة لهم من البداية إنما الربيع العربي كان لإعادة تقسيم ما قُسم من قبل، هم أصحاب هذه الدول وكانوا يقسمونها

..يزول العميل المخلوع ويأتي عميل اسوأ منه ليقسم مصر

كانت سوريا تفرغ من السكان وكانت اليمن تجهز للاصطدام بالكيان السياسي المسمى السعودية الذي احتلوا به جزيرة العرب وكل هذا تمهيدا للتقسيم النهائي

وكل الحكام تابعون لهذا التخطيط في كل البلاد المنكوبة، ففي تركيا يزول العلمانيون التابعون لهم ويأتون بالرئيس المؤمن (اردوغان) ليساعد في تقسيم المنطقة وزرع كيان كردي بعد تفريغ سوريا من السكان .. المهم أن تستمر اللعبة ويُنفذ المخطط

المخرج واحد وكل الممثلين تابعون له

وكل هؤلاء (السيسي وابن زايد وابن سلمان وبشار وحفتر وغيرهم) غير مسلمين من الأصل

التحسين الاكبر على هذا المخطط هو صناعة جماعات وحركات اسلامية لتهزم امام هذه المخططات (الحديث هنا عن صناعة فكرها المنحرف الذي يؤدي الى الهزيمة ولا يعرف الطريق الى الحق ابدا وليس انتماءات أفرادها فتحت هذا الفكر هناك ضحايا يدفعون ثمن هذا)

هذا يحدث بدرجة تحكم لا يفطن اليها الشخص العادي الذي يتابع الاعلام (الذي يتبع هذا المخطط كالجزيرة والعربية)

ما يحدث أمامكم وما يفعله ابناء اسرائيل كالسيسي الذي سيرسل مياه النيل لإسرائيل و أردوغان الذي يدعي محاربة الانفصاليين الاكراد بينما هو يمهد لقيام دولتهم الموالية لاسرائيل, مخطط تماما ومنذ ألف سنة