لأن نعم تزيد النعم, فالأمطار لم تكتف فقط بإغراق شوارع وميادين الإسكندرية وقرى البحيرة وشوارع كفر الشيخ بل امتد ضررها لتغرق دولة الأديرة الشقيقة في النطرون, فانهارت قباب دير السوريان وغرق دير الباراموس وغمرت المياه (مزارع) الأديرة ومزارع الدجاج ودمرت مخبزاً آليا ً و أسقطت الأشجار و أتلفت المحاصيل الزراعية ودمرت عددا من اللوحات الجدارية بالإضافة الى عدد من القلالي والكنائس, ويقول أحد الرهبان الذين تحدثوا لليوم السابع الانقلابية أن البنية التحتية للأديرة انهارت لسنوات قادمة !
هل صدمتك جملة (البنية التحتية للأديرة) ؟
حسنا ً هي جملة جديرة بأن تسبب لك صدمة و حتى تكتمل الصدمة أنتقل إلى ما قاله نفس الراهب في تصريحاته لليوم السابع التي أجرت تغطية مصورة لغرق أديرة وادي النطرون.
يقول نفس الراهب ان الخسائر تقدر بمئات الملايين من الجنيهات وهو ما دعا الكنيسة إلى فتح باب التبرعات.
نعم بنية تحتية ومئات الملايين من الجنيهات.
فنحن بصدد دويلة صغيرة تورمت و نمت داخل أرض مصر تحت سمع و بصر العسكر و دون محاسبة و التحقيق يحدثك بمنتهى البراءة ( و دون قصد ) عن ( غرق مساحات شاسعة ) من أحد الأديرة و هو ما يجعلك تتسائل إن كنت من ( الناس الكيوت غير الطائفيين ) و هل هناك أديرة مساحتها شاسعة ؟
أليست الأديرة مجرد مباني منعزلة في الصحراء يعبدون فيها الله على طريقتهم كما يزعمون ؟
بل و نفقت أيضا الأسماك في المزارع السمكية و طفت على الماء !!
نعم مزارع سمكية في ( أديرة ) وسط الصحراء من المفترض أن يقيم بها رهبان منعزلون يعبدون الله حسب عقيدتهم كما يدعون !
وحتى تدرك أننا بصدد دويلة قبطية تديرها الكنيسة انتقل لهذه النقطة في نفس التحقيق المصور, والتي تحدثت عن غرق 20 ألف طن من الدقيق.
و حتى تدرك أننا بصدد دويلة قبطية تديرها الكنيسة انتقل لهذه النقطة في نفس التحقيق المصور, و التي تحدثت عن غرق 20 ألف طن من الدقيق.
قد يبدو لك الرقم بسيطا ً و لكن حين تعلم أن عصابة الإنقلاب أعلنت أنها ستقوم باستيراد 235 ألف طن من القمح لزيادة الاحتياطي الاستراتيجي لمصر من القمح, و بحسبة بسيطة ستدرك أن كمية الدقيق التي غرقت من جراء الأمطار تعادل 12/1 من الكمية الكافية لزيادة الاحتياطي الاستراتيجي لمصر !!
هل أصابك الذعر من الأرقام ؟
ربما كانت النسب غير دقيقة نظرا لعدم توفر البيانات الكافية و إنعدام الرقابة على الكنائس و الأديرة, و لكننا نظل بصدد دويلة ذات إمكانات اقتصادية وموارد تنمو داخل دولة أخرى و دون أدنى قدر من المحاسبة.
حسنا ً ليس هذا كل شيء.
إلق الآن نظرة على مساحات بعض الأديرة
دير أبو مقار مساحته حوالي 2700 فدان
-دير أبو فانا بالمنيا مساحته نحو 600 فدان
-دير ماري مينا، مساحته 600 فدان
و يعتبر كل دير وحدة اقتصادية منفصلة تماما ً كمستوطنة, و يحتوي دير مار مينا مثلا على العديد من المصانع ” مصنع الجبن, مصنع آيس كريم, مصنع مخللات, مصنع عصائر, مصنع للصلصة ” , بجانب مزرعة أبقار, مزرعة أسماك, وغيرها من الأنشطة الإقتصادية.
والأرقام الواردة هنا من دراسة أعدها المستشار حسين أبو عيسى ونشرتها في مقال كتبته منذ شهور بعنوان (مافيا الكنيسة).
إن كنت من الناس الكيوت غير الطائفيين, فلابد أنك تتساءل الآن كيف يمكن لمثل هذا الورم أن يمر تحت أنف ذلك الكيان العسكري الذي يدعي أنه دولة.
وإن كنت من الناس الغلابة أمثالي, فلابد أن ما قرأته الآن سيجعل تصديق ما قاله د. سليم العوا عن وجود مخازن للسلاح داخل الأديرة والكنائس, أمراً منطقيا ً, ويصبح وجود ميليشيات بلطجية تابعة للكنيسة أمراً يقبله العقل, على الأقل لحماية تلك المافيا الاقتصادية إن لم يكن بهدف إطلاق النار على المتظاهرين من فوق اسطح الكاتدرائيات.
من الواضح أننا بصدد دويلة, تسمح لها عصابات العسكر بالتورم داخل الجسد المصري, وأن هناك توزيعا للغنائم فيما بينهم, فتنفرد عصابات العسكر بالحكم, بينما يتم السماح لعصابات الكنيسة بإدارة امبراطورية تمتلك كل سمات الدويلة والكل يثري ويتورم على حساب الشعب الذي اصبح يعيش كالعبيد على أرضه.
وهو ما يجعلني أتيقن أن مصادرة أموال الجمعيات الخيرية للإخوان المسلمين كان أحد القرابين التي قدمتها عصابات العسكر لدويلة الكنيسة.
إذا تُركت تلك الدويلة التي دمرت الأمطار جانبا ً منها دون رقابة ومحاسبة حقيقية, فقد نقرأ في الصحف يوماً ما عن تعاقد الكنيسة على صفقة رافال مع فرنسا.