آيات عرابي تكتب | حقيقة صدام حسين

هناك حالة من الافتتان لدى الكثيرين بصدام حسين دون البحث عما قدم صدم للإسلام والمسلمين

وهذا الافتتان له ما يبرره فهذه الجماهير تبحث عن زعامة وسط ركام من الخيانات ولا تستوعب عقولهم ان المنطقة كلها تحت السيطرة الكاملة التي لا تفلت نملة منذ إسقاط الدولة العثمانية (ومن قبلها بقرن ولكن بشكل أقل من الآن) 

وان كل من يرونهم من ملوك وأمراء ورؤساء ليسوا سوى عملاء بلا شرف لا يقلون عداوة للإسلام وكيدا له عن أبي جهل بما فيهم اردوغان وفيصل

بالاضافة الى هذا فهذه الجماهير تحركها العاطفة وهذا يجعل توجيهها يسيرا جدا عبر إعلام متـ صـ هـ ين

السبب الثالث هو ان نخب المسلمين من الجهلة المغتصبين فكريا

نقطة أخرى ساهمت في صنع حالة صدام حسين وهي طريقة اعدامه حيث حرصت ادارة بوش على قتله وقت عيد الاضحى بعد احتلال العراق

بالاضافة الى ذلك فان من جاؤوا بعد صدام كانوا أيضا من العملاء بلا استثناء ومن تآمروا على العراق في عهد صدام هم خونة مثل حكام الخليج ومثل المخلوع مبارك، لأن الموضوع برمته كان عملية للتخلص من العملاء القدامي

كل هذا ساهم في صناعة اسطورة صدام عند الجمهور المتعطش لاي زعامة 

صدام كان طاغية قاتل ارتكب مجازر يندى لها جبين ابليس نفسه وسفك دماء بلا أي جريرة 

صدام جعل من العراق دولة بوليسية كأي دويلة من دويلات سايكس بيكو وجرائمه اكثر من ان تحصى والمشكلة ان من احصوا جرائم صدام كانوا الخونة الذين جاؤوا بعده 

بل ان هناك ادلة على ان صدام كان على قوائم رواتب المخابرات الامريكية منذ 1959 حين كان واحداً من ضمن مجموعة مكونة من 6 شبان كلفتهم المخابرات الأميركية باغتيال رئيس الوزراء العراقي انذاك عبد الكريم قاسم

دليل آخر على عمالة صدام حسين، في أواسط الثمانينيات، ذكر مايلز كوبلاند، رجل العمليات في المخابرات المركزية، في حديث لوكالةَ الصحافة الدولية أن CIA كانت لها ” علاقة وثيقة ” مع حزب البعث في العراق

هناك أيضا روجر موريس الموظف السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي في حقبة السبعينات والذي أكد على كلام مايلز كوبلاند الذي سبق له وفضح علاقة عبد الناصر بالمخابرات الأمريكية، وقال أن CIA اختارت التعامل مع حزب البعث الفاشستي أداةً بيدها وبهذه الطريقة أصبح صدام حسين جزءاً من المؤامرة الأمريكية للتخلص من عبد الكريم قاسم وتمهيد المنطقة للتغييرات المستقبلية طبقاً للخطة الصـ هـ يـ ونية

وطبقا لكتاب (بابل غير المقدسة) والذي ذكر فيه مؤلفه عادل درويش أن صدام حسين كان عميلا للمخابرات الامريكية وكان يتلقى راتبه عن طريق طبيب أسنان عراقي يعمل لصالح المخابرات الأمريكية والمصرية وهم من كانوا يدفعون إيجار شقته في بغداد في مرحلة محاولة أغتيال قاسم وكان الإسم الحركي لصدام حسين آنذاك الشقي قاطع الرقاب ( A thug- a cutthroat)

وحين انتقل للعيش في القاهرة بعد فشل اغتيال عبد الكريم قاسم كان ضابط من المخابرات الأمريكية يذهب إلى مقهى الانديانا لمقابلته وكان صدام دائم التردد على السفارة الأمريكية في وقت كان مايلز كوبلاند وجيمس ايجلبرجر يقيمان في السفارة 

والقصة بعد ذلك معروفة، فبعد هذا التاريخ وتحديدا في فبراير 1963 قُتل عبد الكريم قاسم في إنقلاب بعثي خططت له السي آي إيه التي قامت بتزويد البعثيين بالأسلحة وساد العراق مرحلة من السجن والإعدام الجماعي لكل معارضي حزب البعث، وكان كل ذلك يتم في قصر النهاية تحت إشراف صدام حسين الذي كان يشغل منصب رئيس الجهاز الخاص وهو جهاز المخابرات السري لحزب البعث

ما لا يعلمه البعض أن امريكا وبريطانيا كانتا تدعمان صدام حسين في حربه على ايران (التي كان يقودها الخوميني المتصل بالمخابرات الامريكية) في لعبة دولية اكبر كان صدام حسين والخوميني ترسين من تروسها 

صدام حسين لم يضع جنديا واحدا في الكويت (التي استفزته لاحتلالها في اطار لعبة كبيرة) الا بعد ان استأذن السفيرة الامريكية كأي موظف من موظفي سايكس بيكو، وهي الحرب التي أشعلت فيما بعد حرب الخليج التي كان لها دور كبير في استنزاف ثروات العراق وأدت لتدمير البنية التحتية في العراق

صدام جعل من العراق ولاية لابنيه عدي وقصي مثلما فعل المخلوع مبارك مع ابنيه جمال وعلاء ومثلما يفعل السيسي الآن ومثلما يفعل أي من كـ لـ ا ب الحراسة في كل دويلات سايكس بيكو 

صدام كان حاكما عربيا سيء الحظ 

تحطيم العراق كان هدفا قديما وهذا مسجل في دراسة (استراتيجية اسرائيل في الثمانينات والتسعينات) وصدام حسين ساهم في تحقيق هذا الهدف، فحول العراق من أغنى بلد في العالم إلى بلد فقير في ظرف سنوات

كان تحطيم العراق هو بداية ما يسمى بالربيع العربي وهي عملية تعيين عملاء جدد محل العملاء القدامى مع بعض التغييرات الاقليمية وتحطيم الكتل السكانية الكبيرة واقامة حواجز بينها وبين اسرائيل 

كل ما في الامر ان صدام لسوء حظه كان رئيسا للعراق وقتها

ولو كان رئيس العراق وقتها هو نادية الجندي لحدث معها نفس الشيء 

اما لماذا اتحدث عن صدام حسين الان وما الفائدة ؟ 

الفائدة هي ان تدرك حقائق الواقع من حولك وان يفيق من يجب ان يفيقوا من هذا الافتتان 

الهدف هو الوعي والفهم السياسي الصحيح لما يحدث في المنطقة بعيدا عن هذيان نخب سايكس بيكو 

الهدف هو ان يفهم الناس 

وللحديث بقية ان شاء الله 

وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

** ملحوظة** هناك العديد من الدراسات الحديثة والمقالات الحديثة التي كُتبت بعد مقالي هذا فيها معلومات كثيرة عن عمالة صدام حسين فقط عليك أن تكتب في محركات البحث صدام حسين عميلاً لأمريكا