“لكي اصبح فعلاً أحد المعلمين الكبار كان يجب أن اصبح مُهاباً وبقدر السمعة المطلوب تحقيقها كان يجب أن يكون هناك عمل عنيف قاس له دوي قصدت أن أصنعه .. ولكني الآن اعترف ان قتل المعلم بسيوني كان فعلاً محبباً إلى نفسي طالما تُقتُ إليه وهكذا تحول الواد يحيى أبو دبورة إلى المعلم يحيى أبو دبورة”
(مشهد من فيلم أرض الخوف)
من شاهد فيلم أرض الخوف سيفهم بالتأكيد
سيفهم كيف تمت ترقية عبود الزمر في 1979
ثم كيف تحول فجأة وبدون أي مقدمات إلى “إسلامي” !!
سيفهم كيف تم فصله من المخابرات الحربية بحيث تبدو كل الأوراق سليمة حتى أمام زملائه
سيفهم أن عملية اختراق تنظيم إسلامي قائم ثم زراعة مجموعة عسكرية نبتت فجأة من العدم في هذا التنظيم أمر سهل
(خالد الاسلامبولي – عبد السلام عبد الحميد – عطا طايل – حسين عباس)
سيفهم كيف استدرجوا تلك القيادات المخلصة معدومة العقل في الوقت ذاته إلى التورط في قتل السادات عن طريق عرض الخطة عليهم قبلها بفترة ثم استدراجهم لعمل كوميدي لا يمكن أن يحقق تغييراً وهو اقتحام مديرية أمن أسيوط
سيفهم أنه لابد أن زملاء عبود الزمر يصدقون أنه مفصول ولا يعرف أحدهم عن حقيقته شيئاً
سيفهم من شاهد الفيلم كيف اصبح مقدم المخابرات عبود الزمر هو الشيخ عبود الزمر صاحب اللحية والجلباب
وكيف اصبح ضابط المخابرات الجاهل شرعاً هو الشيخ الذي يقود حركة اسلامية ويوجهها حتى انحرفت وصارت مسخرة وصارت تدعو للمشاركة في انتخابات الانقلاب العسكري المدعوم من “اسرائيل”
سيفهم لماذا أعاد مبارك وطنطاوي ضابط المخابرات الحربية يحيى أبو دبورة أو عبود الزمر إلى الخدمة العسكرية وهو ما يزال سجيناً وردا له اعتباره سنة 2004 وسيفهم أن هذا لابد أن يكون نظير خدماته وسيفهم أن ما خفي كان اعظم
سيفهم لماذا افرج طنطاوي عن عبود الزمر ليكون أول تصريحاته (جر شكل) مع الاخوان المسلمين
سيفهم لماذا قال انه يدعو إلى مظلة جامعة لكل التنظيمات الاسلامية حتى يفهم الجميع ان الاخوان المسلمين ليسوا هم الوحيدون الممثلون للاسلام !!
سيفهم لماذا عزف اعلام العسكر لحن (الاخوان قتلوا السادات) ولماذا لم ترد الجماعة الاسلامية وقتها على هذا الاتهام الذي يحرص قياداتها على التمسك به رغم انهم لم يطلقوا على السادات, رصاصة واحدة ولا حتى عطسوا في وجهه وأن هذا لم يكن الا لتوريط الاخوان وزيادة حفر الأرض تحت أقدامهم
سيفهم من شاهد الفيلم ان يحيى ابو دبورة صار واحداً من المعلمين بعد قتل المعلم بسيوني ولكن عبود ابو دبورة او عبود الزمر صار اسلامياً لكي يقتل السادات, العميل الذي انتهت مهمته وصار لزاماً ان يحل محله العميل الجديد المخلوع مبارك
سيفم من شاهدوا الفيلم ان عبود أبو دبورة كان في مهمة طوييييييلة زرعوه فيها في (أرض الاعداء)
سيفهم من شاهدوا الفيلم أن عبود الزمر ربما تعرض للسجن مدة طويلة كجزء من مهمته ولن يعودوا يستغربون هذا وسيدركون أنه كما يُزرع الجواسيس في أرض معادية ليعيشوا فيها سنوات طويلة فربما سُجن ضابط مخابرات لمدد طويلة مع الإسلاميين ليوجههم وليقوم بتهجين حركة إسلامية لتتحول إلى عمل مراجعات وتتوب إلى أمن الدولة ثم تدعو إلى المشاركة في انتخابات الانقلاب وتدعم إخلاء سيناء للتمهيد لصفقة القرن
وكما زُرع إيلي كوهين في سوريا وكما زُرع يحيى أبو دبورة بين تجار المخدرات, فإن عبود الزمر زُرع بين الإسلاميين وانه أطول عملية اختراق قامت به المخابرات الحربية
سيدرك من شاهدوا الفيلم سر التصريحات المتناقضة لعبود الزمر عن قتل العميل الساداتي (الساداتي كان عميلا للسي آي إيه ونُشر هذا في حياته في الصحف الأمريكية) وسيدرك سر تصريحاته الداعمة لعملية #الجيش_المصرائيلي في سيناء ودعمه بالتالي لصفقة القرن ومبادراته كل قليل للتخلي عن شرعية الرئيس مرس