هناك محاولة لوضع قيس سعيد في سياق إسلامي
وهو نفسه عبر عن رأيه في قانون مساواة الرجل بالمرأة في الإرث فقال ان الاسلام كان واضحا في هذا بتحديده لطبيعة مسؤولية الزوج !!
(وهذا رد مراوغ جدا .. فنحن نعرف حكم الاسلام .. فأين رأيه هو من حكم الاسلام ؟ هل يؤمن به؟ السبسي كان يعرف حكم الإسلام في الأمر, والرجل هنا لم يقل رأيه الصريح هل هو مع أم ضده ولم يزد عن ان قرر حكم الاسلام وهو ما يعرفه اصغر طفل. هذا ليس ردا)
النقطة الثانية انه كتب في مقال له يتكلم عن (دين الدولة) فقال ان بورقيبة اقترح في الدستور التونسي ان يكون دين الدولة هو الإسلام !!
الرجل إذاً علماني بورقيبي لكنه علماني معتدل متصالح مع الدين
(او منفتح على الجميع كما يحب العلمانيون المراوغون ان يقولوا)
الكارثي في محاضرة ألقاها عن دين الدولة هو عبارة قال فيها:
“يبدو أن التاريخ العربي الإسلامي لم يحفظ أي إشارة للعلاقة بين الدين والدولة إلى حدود القرن 19 إلا في مؤلفين اثنين.”
وعبارة اخرى قال فيها : “لم تُطرح قضية دين الدولة عند إجراء الإصلاحات في ظل الخلافة العثمانية”
فهو يرى ان الخلافة التي قامت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن هناك اي اشارة فيها للعلاقة بين الدين والدولة !!!
هذا تدليس لا يقوله أشد الناس جهلا
وهذا كلام لا يقوله الا جاهل لا يؤخذ منه قول او مدلس مخرب جاء ليفسد دين الناس
هذه هي نفس الرؤية التخريبية التي تقوم بها شبكة الاحزاب المسماة بالاسلامية او المعتدلة كما سماها تقرير معهد راند) وهي تعمل على إعادة تعريف الدولة وفصل الدين عنها في إطار حداثي (كما يسمونه)
هو علماني بورقيبي يبدأ بفكرة إلغاء الدولة في الإسلام
هذه المهمة كان من المستحيل ان تضطلع بها حركة النهضة التي احترقت اعلاميا بشكل كبير بسبب تنازلاتها (حتى ان المهرج مورو وقف ليقول بعينين زائغتين ان زواج المرأة المسلمة بغير المسلمة هو مسؤوليتها وهذا كلام مراوغ من نفس عينة كلام قيس سعيد)
ولهذا فكان لابد ان يأتي (اصلاحي) ذو خطاب إسلامي يخدع البسطاء بكلمات معسولة ويعاد تقديمه على انه (محافظ) لتثبيت المكاسب العلمانية في مرحلة السبسي
خطورة هذا النموذج هي في ان تونس هي بوصلة مصر وهي النموذج المعد لتقلده مصر كما جاء في مقال دينيس روس في 2014 والذي تكلم عن نسبة تمثيل الإسلاميين
ما آراه هو محاولة لصناعة نموذج علماني (متصالح مع الدين) يمررونه على البسطاء عن طريق تصريحات تبدو لبعضهم (محافظة) ثم نسخ هذا النموذج في مصر بعد ذلك
والسؤال الآن وهو سؤال مباح
لو كان هذا الرجل (مسلما محافظا) كما يقول عن نفسه
(صحيح انه لم يقل هذا صراحة ولكنه ترك الجميع يعتقدون هذا دون أن يصحح لهم وكأنه يريدهم ان يظنوا هذا)
فلماذا تبدو زوجته كسوزان مبارك ؟
رجل كهذا يحاولون تقديمه على انه اسلامي, وهو يحاول تقديم نفسه على انه مسلم محافظ كان سيسعى الى ان ترتدي زوجته الحجاب ولكننا نراها تسير الى جانبه وهي ترتدي ثيابا كثياب سوزان مبارك
وهذا بالطبع لا يتفق مع الدور الذي يحاول تأديته وهو دور المسلم المحافظ
#آيات_عرابي